ما هي الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية وهل من مخاطر بهذه الحالة

إنّ قرار الحمل السليم للمرة الثانية يجب أن يتخذ بعد مرور الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية ، وذلك تجنبًا لحدوث العديد من المشاكل الصحية للأم والجنين، والأمر ليس بالبساطة التي تجعلك تتجاهليه سيدتي، لأن هناك دراسات عالمية كثيرة قد تناولت هذا الموضوع بالتفصيل، سوف نعرض عليكِ منها خلاصة العديد من هذه الدراسات، فتابعِ معنا.

الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية

أكدت دراسة تمّت في جامعة كولومبيا البريطانية التي توجد في كندا أنّ؛ هناك علاقة بين وفاة المواليد فور والدتهم وبين الحمل بعد فترة وجيزة من الولادة، والنتائج قد ترتبت على دراسة دقيقة تمّ عملها على مائة وثمانية وأربعين ألف حامل تمّ تقسيمهم إلى فئة انتظرت مدة لم تقل عن عامين، والفئة الأخرى لم تنتظر مرور هذه المدة، بل كانت المدة التي تمّ بعدها الحمل للمرة الثانية هي ثمانية عشر شهر.

وأكدت الدراسة أن الفئة الأولى لم تعاني من أي مضاعفات، سواء خلال فترة الحمل أو خلال عملية الولادة، أما الفئة الثانية فقد تعرضت لمضاعفات في نمو الجنين وحالة عظام جسم المرأة وشكل المهبل، والعديد من الأشياء الأخرى التي كان من الممكن تفاديها إذا كان هناك انتظار لمدة عامين.

الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية
الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية

وهذا جعل الباحثين ينظرون إلى التوقيت المناسب لفطام المولود وهو عامين، فقد تمّ إجراء دراسة فرعية عن الدراسة الرئيسية وأثبتت الدراسة أن؛ انتظار المرأة لفترة الرضاعة الكاملة وهي عامين متتاليين، تجعلها تستعيد كامل حيويتها، وتجعل الرحم يتخذ الشكل الطبيعي أو يقترب منه.

وكذلك عضلات البطن، تستطيع أن تتحمل الحمل مرة أخرى، ومن ثَم لا تصاب بالترهل، وقد ظهرت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد جامعة هارفارد الأمريكية لتؤكد أن؛ هناك ربط خطأ بين عمر الأم والإسراع في الحمل.

حيث أن هناك العديد من النساء اللاتي تخطين عمر الخامسة والثلاثين عام، قد اتخذوا قرار خطأ بالحمل مرة ثانية بعد المرة الأولى مباشرًة، خشيًة أن لا يستطعن الإنجاب مرة أخرى، أو أن يكون الجنين مصابًا ببعض التشوهات.

ووفقًا للدراسات الدقيقة، فإن عمر المرأة لا يؤثر مطلقًا على ضرورة سرعة الحمل بعد تعدي الخمسة وثلاثين عامًا، لأن هذا العمر يرتبط بعدة عوامل أخرى تخص التخصيب فقط، ولا تخص سرعة الحمل.

بل أن هناك حالات كثيرة قد وضعن في العام أربعين وكان المولود بصحة جيدة، مادام هناك متابعة لحالة الحمل، إذن؛ الفترة الموصى بها عالميًا هي عامين كاملين، ثُم التفكير في الإنجاب مرة أخرى.

هذا وقد تحدثنا بمقال سابق حول آلام الخياطة بعد الولادة الطبيعية للبكر وكيفية التعامل معها ومتى تلتأم يمكنك مشاهدته والإطلاع عليه .

مخاطر الحمل قبل عامين من الولادة السابقة

أكدت الدكتورة وفاء نورمان استشاري أمراض العقم والولادة أن؛ هناك مخاطر كثيرة تتعرض لها المرأة إذا تعجلت الحمل، بعد الولادة السابقة، ومن أهم هذه المخاطر، ما يلي:

  • لكل فئة عمرية مخاطر خاصة بها، فكلما اقتربت مواعيد الحمل بين الولادات، كلما اقترب الخطر مع صغار السن، فنجد أن الفئة العمرية الواقعة ما بين عشرين إلى ثلاثين عام، يحدث لديهم في الغالب إذا كان الحمل متكررًا بدون أخذ استراحة، حالات الجلطة بالشرايين التاجية في القلب، إلى جانب إصابتهم بمرض ضغط الدم إلى الأبد، وقد تتضرر الشرايين الموجودة في المخ والقلب أيضًا.
  • إذا تمّ الحمل بعد الولادة بمدة ستة أشهر، فإن خطر الولادة المبكرة سواء كانت قيصرية أو طبيعية، سوف تزداد نسبته بنسبة ستين في المائة على الأقل.
  • تزداد نسبة خطر الوفاة للجنين خمسة عشر في المائة، عندما يتم التعجل بالحمل في المرة الثانية، قبل مرور عامين على الأقل.
الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية
الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية
  • تعرض عضلات البطن إلى الترهل المزمن، ممّا يجعل البطن المنتفخ السمة الرئيسية التي سوف تظهر على الأم حتى بعد الولادة.
  • التوسيع المبالغ فيه في منطقة المهبل، وذلك لأن الجرح الذي يتم عمله أثناء عملية الولادة الطبيعية، سوف يتم فتحه بنفس الشكل، ممّا يجعل هذه الندبة الموجودة بين المستقيم والمهبل لا تلتئم مع مرور الوقت.
  • ترتفع الإصابة بالتشوه الخلقي لدى الأجنة، الذين تمّ الحمل بهم قبل مضي عامين على الولادة السابقة، حيث أن نسبة الفيتامينات والمواد الغذائية التي يحتاج إليها الجنين حتى ينمو بشكل طبيعي لن يجدها، فمن المعروف أن الجنين يتغذى على المخزون من هذه العناصر في جسم الأم، وليس العناصر الغذائية الجديدة التي تتناولها.
  • تعرض نسبة كبيرة من النساء إلى ما يسمى بهبوط الرحم، وهي حالة طبية يحدث فيها نزول الرحم إلى منطقة ليست منطقة طبيعية لبقاءه، ممّا يضطر بعض الأطباء في بعض الحالات المرضية إلى استئصال الرحم بالكامل.
  • إصابة المرأة بفقر دم خلال عملية الولادة أو خلال فترة الحمل، ممّا يهدد بإصابة الجنين أيضًا بأنيميا.
  • تعرض الطفل إلى الوضع في الحضّانة فور ولادته، حيث أن في الغالب الأجنة بعد الحمل بفترة وجيزة للمرة الثانية، يولدون وهم بحاجة إلى الاكتمال داخل الحضّانات.

عندما يتعلق الأمر بالحمل بعد إنجاب الطفل الأول، يوصي معظم الخبراء بالانتظار لمدة 18 شهرًا على الأقل قبل محاولة الحمل مرة أخرى. هذا للسماح لجسمك بالوقت للتعافي ومنحك وقتًا كافيًا للتواصل مع طفلك الأول. يسمح لك الانتظار لمدة 18 شهرًا أيضًا بإدارة متطلبات رعاية طفلين بشكل أفضل ويمنح طفلك الأول وقتًا للتكيف مع كونه أخًا أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت لديك حالة طبية تتطلب مراقبة أو علاجًا دقيقًا، فمن الأفضل الانتظار حتى تستقر صحتك قبل محاولة حمل آخر. في حين أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على أفضل وقت للحمل بعد الطفل الأول، يوصى عمومًا بالانتظار 18 شهرًا للحصول على أفضل النتائج.

تعاني معظم النساء من عودة سريعة للرحم إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل بعد الولادة. عادة ما تستغرق هذه العملية، التي تسمى ارتداد الرحم، من أربعة إلى ستة أسابيع في الولادة الطبيعية. خلال هذه الفترة، يتقلص الرحم من حجمه المتضخم أثناء الحمل إلى حجمه وشكله المعتاد. من المهم ملاحظة أن هذا الجدول الزمني قد يختلف اعتمادًا على الفرد وطريقة الولادة ورعاية ما بعد الولادة.

من المستحسن أن تخضع النساء لفحوصات منتظمة مع طبيب التوليد أو القابلة خلال فترة ما بعد الولادة لمراقبة تقدم ارتداد الرحم والتأكد من حدوثه كما هو متوقع. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تدرك النساء أنه إذا خضعن لعملية قيصرية أثناء الولادة، فقد يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يعود الرحم إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل.

بشكل عام، تستغرق عملية ارتداد الرحم عادةً من أربعة إلى ستة أسابيع في الولادة الطبيعية، ويجب على النساء التواصل مع مقدم الرعاية الطبية للحصول على مزيد من المعلومات حول وضعهن الفردي.

من الممكن أن تحمل المرأة مرة أخرى بعد شهر واحد فقط من الولادة. وذلك لأن الدورة الطبيعية للإباضة والحيض يمكن أن تبدأ في أقرب وقت بعد أربعة أسابيع من الولادة. على الرغم من أن هذا قد يبدو قريبًا، فمن المهم أن تتذكر أن الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي والتكيف بعد الولادة.

من المهم أيضًا مراعاة أن فرص الحمل مرة أخرى بسرعة تكون أعلى إذا لم يتم ممارسة الرضاعة الطبيعية. تساعد الرضاعة الطبيعية على منع الإباضة، لذلك إذا لم تتم الرضاعة الطبيعية، يمكن أن تبدأ الإباضة في وقت أقرب مما هو متوقع.

يوصى بأن تنتظر المرأة ستة أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل مرة أخرى، حيث يتيح ذلك وقتًا كافيًا للجسم للشفاء واستعادة قوته والعودة إلى حالة ما قبل الحمل. حتى لو مرت المرأة بدورها، فهذا لا يعني أنها يمكن أن تحمل على الفور.

بشكل عام، في حين أنه من الممكن الحمل مرة أخرى في غضون شهر واحد من الولادة، لا ينصح بذلك من الناحية الصحية. من الأفضل للمرأة أن تنتظر ستة أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل مرة أخرى من أجل التأكد من أن أجسادهن قد تعافت تمامًا وجاهزة لحمل آخر.

شاهدي أيضا : فترة النفاس بعد الولادة الطبيعية مدتها والعناية بالجسم ورائحة المهبل الكريهة

قدمنا لكِ سيدتي الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة الطبيعية وما هي المخاطر التي من الممكن أن تتعرضين لها إن تعجلتِ الحمل، فضلًا وليس أمرًا قومي بنشر هذا الموضوع بين الأصدقاء على وسائل السوشيال ميديا المختلفة، حتى تصل هذه المعلومة الهامة لمن لا يعرفها حتى تجنبي غيرك من الوقوع في هذه المخاطر، ونتمنى منك متابعتنا دائمًا فلا يزال لدينا المزيد من المعلومات الهامة والمفيدة لكي نقدمها لكِ

المصادر:

المصدر الأول

المصدر الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *